مولودية قسنطينة : إعتداءات عنابة تصنع الحدث في سيرتا

لا حديث لدى معاقل أنصار المولودية في قسنطينة خلال الساعات الماضية سوى عن الإعتداءات التي لحقت بالمحبين الذين تنقلوا إلى عنابة يوم الجمعة الماضي لحضور مباراة "الموك" أمام الإتحاد المحلي في إطار الجولة 23 من الرابطة المحترفة الثانية، والتي إنتهت لصالح أصحاب الزي الأبيض والأحمر بهدف نظيف.

وبما أننا كنا حاضرين في عين المكان وتنقلنا رفقة الـ80 مناصرا، فسنسرد في الأسطر التالية ملخص ما جرى بالضبط، والبداية كانت من صبيحة الجمعة حينما إلتقى الأنصار في طريق سطيف وبدأوا يتنقلون تباعا في سياراتهم، أما الوصول إلى ملعب 19 ماي فكان بداية من الساعة الثانية زوالا، إلى هنا كان كل شيء مثالي، غير أن المفاجآت غير السارة بدأت حينما علمنا بأن الدخول مجاني والتفتيش غائب، ما يعني أن كل من هب ودب يستطيع الدخول ويستطيع كذلك إدخال ما يحلو له من الأسلحة البيضاء. وعند دخولنا المدرج المخصص للزوار، فوجئنا بـ"الهوليغانز" الذي جلسوا بقربنا في مدرجاتهم المغطاة ولم يتقفوا عن ترديد أقبح العبارات ضد قسنطينة والقسنطينيين، وإستمر الأمر على هذا الحال إلى غاية بداية المقابلة أين هدأت الأمور قليلا، لكن ذلك لم يكن سوى الهدوء الذي يسبق العاصفة، فبعد مرور حوالي 15 دقيقة بدأت "أولى دفعات الحجارة" تنهال علينا، والطامة الكبرى حدثت عند الدقيقة 21 أين قام الحكم بطرد أحد لاعبي عنابة، وفور ذلك إندلعت حرب بالحجارة ومختلف المقذوفات التي لم تتوقف إلى غاية بداية الشوط الثاني، وأمام هذا السيناريو الدرامي الذي تسبب في إصابات متفاوتة لبعض المناصرين، إختلفت تصرفات هؤلاء حيال الأمر، فهناك من هرب مباشرة وأخذ سيارته عائدا لقسنطينة، وهناك من رد بالمثل ورمى الحجارة على "العنانبة"، وهناك من هرب بإتجاه إحدى الغرف القريبة من المدرجات المغطاة للملعب، كل هذا في ظل تواجد أمني هزيل والذي لم يكن له حول ولا قوة أمام وحشية "الهوليغانز". من جهتنا قمنا بالخروج ودخلنا من جهة المدرجات غير المغطاة، حيث أكملنا اللقاء مع أصحاب الأرض ومن حسن حظنا أنهم لم يتعرفوا علينا وإلا لحدثت الكارثة، علما أن جميع المتنقلين غادروا الملعب قبل دقائق من النهاية بإستثناء أفراد يعدون على أصابع اليد واحدة جازفوا بحياتهم وكان مصير أحدهم وإسمه برهان التعرض للإعتداء بالسلاح الأبيض.

هذا السيناريو المجنون خلف ردود فعل واسعة لدى القسنطينيين، كما إختلفوا في تفسيرهم لخرجة "العنانبة" المؤسفة، فهناك من قال أنهم يتصرفون هكذا مع كل أنصار الفرق الأخرى التي تزورهم، وهناك من قال أن أبناء بونة يكنون حقدا دفينا لقسنطينة والقسنطينيين منذ القدم ولديهم عقدة من أبناء عاصمة الشرق لأسباب أو لأخرى، وعموما فالشيء الأكيد هو أن هذه التصرفات تعكس القيمة الثقافية والحضارية شبه المنعدمة لبعض أفراد الشعب الجزائري "إلا من رحم ربي".

Comments

[hichem]

c partout comme ca sahbi pas seulement à  annaba